مقرض مُعاقَب يُغلق فروع بنوم بنه ويوقف عمليات السحب: Huione في بؤرة الضوء

أغلقت فروع خدمات الدفع التابعة لمجموعة “هيون” في كمبوديا أبوابها، وتوقفت عن عمليات سحب النقود. وتظهر صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي طوابير من العملاء خارج أبواب مغلقة يوم الاثنين.
تجمد الأصول والعقوبات الدولية
يأتي هذا التجمد بعد أن قطعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في أكتوبر الماضي صلاحيات “هيون” بالنظام المصرفي الدولي، كجزء من جهود أوسع لتعطيل اقتصاد الاحتيال المنظم في كمبوديا الذي تبلغ قيمته 19 مليار دولار سنوياً. وقد وصفت “هيون” بأنها “بنية تحتية حاسمة” لتلك الشبكات.
تقول مسؤولو الخزانة الأمريكية إن ما لا يقل عن 4 مليارات دولار مرت عبر خدمات الضمان المالي (إسكرو) التابعة لـ”هيون” منذ عام 2021، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن الرقم “على الأقل” 11 مليار دولار. وشملت هذه التدفقات أموالاً مرتبطة بمجموعة “لازاروس” الكورية الشمالية، ومراكز احتيال كبرى، واختراق منصة “وازيركس” البالغ 235 مليون دولار.
من هي مجموعة هيون؟
تأسست المجموعة حوالي عام 2014، وتضم في مجلس إدارتها “هون تو” ابن عم رئيس الوزراء الكمبودي “هون مانيت”. تقدم المجموعة مجموعة من الخدمات المالية في كمبوديا تستهدف بشكل أساسي المستخدمين الناطقين باللغة الصينية، وتشمل خدماتها المدفوعات وتسوية الفواتير والتحويلات المالية.
جذبت المجموعة الانتباه في البداية بسبب فرعها، “هيون جارانتي” (المعروف لاحقاً باسم “هاووانج جارانتي”)، وهي خدمة ضمان مالي تقدمها الشركة عبر موقعها الإلكتروني وقناتها على “تيليجرام”. وقد ربطت هذه السوق بين البائعين والمشترين المهتمين بخدمات غسيل الأموال وقوالب مواقع الاحتيال وحتى عناصر مثل المسدسات الكهربائية.
أصبحت كمبوديا مركزاً للاحتيال الإلكتروني على نطاق صناعي، حيث قدرت الأمم المتحدة في عام 2023 أن أكثر من 100,000 شخص يعملون داخل مراكز الاحتيال، بعضهم تحت الإكراه. ويقول المحققون إن شبكة “هيون” المالية ساعدت في استمرار هذه العمليات.
الضغوط المتصاعدة والاستجابة
تصاعدت المحاولات للتحرك ضد المجموعة هذا العام. حيث سحبت الجهة التنظيمية المالية في كمبوديا ترخيص “هيون باي” في مارس، مشيرة إلى مخالفات للأنظمة. تجاهلت “هيون” هذا الإجراء، قائلة إن عملياتها لم تعد تتطلب ترخيصاً مصرفياً واتهمت خصوماً لم تسمهم.
في 1 مايو، تصعدت شبكة مكافحة الجرائم المالية الأمريكية “فينسين” الأمور، واصفة “هيون” كمصدر قلق رئيسي لغسيل الأموال. في نفس الشهر، حددت “هيومنيتي ريسيرش كونسلتنسي” المجموعة على أنها مكون رئيسي لاقتصاد الاحتيال في كمبوديا، الذي تقدر قيمته بنسبة 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
في أكتوبر، أنهت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إجراءات لقطع مجموعة “هيون” عن النظام المالي الأمريكي. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان آنذاك: “لسنوات، قامت مجموعة هيون بغسل عائدات عمليات احتيال العملات الرقمية والسرقات نيابة عن جهات إلكترونية ضارة”.
المرونة واستمرار العمليات
ولكن على الرغم من الضغوط، أثبتت “هيون” مرونة. حيث ظهرت خدمات ضمان بديلة بعد توقف قنواتها على “تيليجرام”، وشهدت خدمة “تودو جارانتي” (المملوكة بنسبة 30٪ لـ”هيون”) نمواً سريعاً.
كما أطلقت المجموعة عملة مستقرة مدعومة بالدولار تسمى “USDH” على شبكتي “ترون” و”زون”. والأخيرة هي سلسلة كتل (بلوكشين) كانت تُعرف سابقاً باسم “هيون تشين”، ويدعمها المجموعة وتسوق على أنها “مقاومة للرقابة”.
الأسئلة الشائعة
- ما الذي حدث لخدمات “هيون باي” المصرفية؟
أغلقت فروعها أبوابها وتوقفت عن عمليات سحب النقود النقدية بعد عقوبات أمريكية وبريطانية قطعتها عن النظام المالي الدولي. - ما علاقة “هيون” باقتصاد الاحتيال في كمبوديا؟
تصفها التقارير بأنها “بنية تحتية حاسمة” لشبكات الاحتيال المنظم، حيث سهلت غسيل مليارات الدولارات من عائدات الجرائم الإلكترونية والاحتيال. - هل توقفت مجموعة “هيون” عن العمل؟
لا، فقد أظهرت مرونة. حيث ظهرت خدمات ضمان بديلة مرتبطة بها، كما أطلقت عملة مستقرة (ستيبل كوين) وتعمل على تطوير شبكة بلوكشين خاصة بها.














