تقرير جديد يكشف النقاب عن المدى المقلق لقراصنة العملات الرقمية من كوريا الشمالية
كشف تقرير جديد صادر عن فريق مراقبة العقوبات المتعددة الأطراف أن قراصنة مرتبطين بكوريا الشمالية سرقوا أصولاً رقمية مذهلة قيمتها 2.83 مليار دولار بين عامي 2024 وأيلول/سبتمبر 2025.
ويؤكد التقرير أن بيونغ يانغ لا تتقن السرقة فحسب، بل تمتلك أيضاً طرقاً متطورة لتحويل هذه الأموال غير المشروعة إلى نقد سائل.
إيرادات القرصنة تمول جزءاً كبيراً من اقتصاد كوريا الشمالية
فريق مراقبة العقوبات المتعددة الأطراف هو تحالف دولي يضم 11 دولة، بينها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. تم إنشاؤه في تشرين الأول/أكتوبر 2024 لدعم تنفيذ عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد كوريا الشمالية.
وفقاً للتقرير، فإن قيمة 2.83 مليار دولار التي سُرقت تُعد رقماً بالغ الأهمية. فقد تسارع حجم السرقة بشكل كبير، حيث سُرق 1.64 مليار دولار في عام 2025 وحده، مما يمثل زيادة تزيد عن 50% مقارنة بـ 1.19 مليار دولار سُرقت في عام 2024، علماً أن رقم عام 2025 لا يشمل الربع الأخير من العام.
اختراق منصة “بايبت” ومجموعة “ترادر تريتور”
حدد التقرير اختراق شباط/فبراير 2025 للمنصة العالمية “بايبت” كأحد المساهمين الرئيسيين في الارتفاع الكبير للإيرادات غير المشروعة في عام 2025. نُسب الهجوم إلى مجموعة “ترادر تريتور”، وهي واحدة من أكثر منظمات القرصنة تطوراً التابعة لكوريا الشمالية.
كشف التحقيق أن المجموعة جمعت معلومات متعلقة بـ “سيف واليت”، مزود محفظة متعددة التوقيعات الذي كانت تستخدمه “بايبت”. ثم حصلوا على دخول غير مصرح به عبر رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية.
استخدموا برمجيات خبيثة للوصول إلى الشبكة الداخلية، متنكرين في صورة تحويلات داخلية للأصول. وهذا سمح لهم بالاستيلاء على التحكم في العقد الذكي للمحفظة الباردة.
ولاحظ التقرير أنه في عمليات الاختراق الكبرى خلال العامين الماضيين، تفضل كوريا الشمالية غالباً استهداف مزودي الخدمات من الأطراف الثالثة المتصلين بمنصات التداول، بدلاً من مهاجمة المنصات نفسها مباشرة.
آلية غسيل الأموال المكونة من تسع خطوات
وضح التقرير عملية غسيل أموال دقيقة مكونة من تسع خطوات تستخدمها كوريا الشمالية لتحويل الأصول الرقمية المسروقة إلى عملات تقليدية:
- يستبدل المهاجمون الأصول المسروقة بعملات رقمية مثل الإيثيريوم على منصات التداول اللامركزية.
- يخلطون الأموال باستخدام خدمات مثل تورنادو كاش أو واصابي واليت أو ريلغان.
- يحولون الإيثيريوم إلى بيتكوين عبر خدمات الجسور.
- ينقلون الأموال إلى محفظة باردة بعد مرورها بحسابات في منصات مركزية.
- يوزعون الأصول على محافظ مختلفة بعد جولة ثانية من الخلط.
- يستبدلون البيتكوين بعملة تي آر اكس (ترون) باستخدام الجسور والتداول من نظير إلى نظير.
- يحولون عملة تي آر اكس إلى العملة المستقرة يوسد تيثر.
- ينقلون عملة يوسد تيثر إلى وسيط تداول خارج المنصات.
- يقوم الوسيط بتحويل هذه الأصول إلى عملة نقدية محلية.
شبكة عالمية لتسهيل تحويل العملات إلى نقد
تعتبر مرحلة تحويل العملات الرقمية إلى عملات تقليدية قابلة للاستخدام هي الأصعب. يتم تحقيق ذلك باستخدام وسطاء تداول خارج المنصات وشركات مالية في دول أخرى، بما في ذلك الصين وروسيا وكمبوديا.
ذكر التقرير أسماء أفراد محددين، منهم المواطنان الصينيان يي دينرونغ وتان يونغتشي من شركة شينزين تشين إلمنت نيتورك تكنولوجي، والتاجر وانغ ييكونغ. ويُزعم أنهم تعاونوا مع كيانات كورية شمالية لتقديم هويات مزورة وتسهيل غسيل الأموال. كما تمت الإشارة إلى وسطاء روس في عملية تحويل حوالي 60 مليون دولار من أموال اختراق “بايبت” إلى نقد.
علاوة على ذلك، تم استخدام “هويون باي”، مزود الخدمات المالية التابع لمجموعة “هويون” في كمبوديا، في عمليات غسيل الأموال. وقد أثار فريق المراقبة مخاوفه مع الحكومة الكمبودية في تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر 2024 بشأن أنشطة “هويون باي” التي تدعم قراصنة كوريا الشمالية المعينين من قبل الأمم المتحدة. ونتيجة لذلك، رفض البنك الوطني في كمبوديا تجديد ترخيص الدفع للشركة، لكنها لا تزال تعمل في البلاد.
الأسئلة الشائعة
كم سرق قراصنة كوريا الشمالية من العملات الرقمية؟
سرق قراصنة مرتبطون بكوريا الشمالية أصولاً رقمية قيمتها 2.83 مليار دولار بين عامي 2024 وأيلول/سبتمبر 2025.
كيف يقوم القراصنة بغسيل الأموال المسروقة؟
يستخدمون عملية معقدة من 9 خطوات تشمل استبدال العملات، وخلط الأموال عبر خدمات متخصصة، ثم تحويلها في النهاية إلى عملات تقليدية عبر وسطاء خارج المنصات.
ما هي الدول المتورطة في مساعدة القراصنة؟
يستخدم القراصنة وسطاء وشركات في دول أخرى مثل الصين وروسيا وكمبوديا لتحويل الأموال المسروقة من العملات الرقمية إلى نقد سائل.
