كيف أشعل مقطع “يو إف أو قنديل البحر” وملف بي دي إف انفجارًا سوقيًا مثيرًا للجدل بنسبة 1700%

في السادس من ديسمبر، كانت نسبة الرهان على عقد في منصة بوليماركت حول إمكانية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع السرية عن ملفات الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) في عام 2025 عند 5.5% فقط. وفي اليوم التالي، قفزت النسبة إلى 90% تقريباً.
ما الذي حدث بالضبط؟
لم يكن السبب إعلاناً رسمياً من البيت الأبيض، بل كان على الأرجح بسبب اقتراح تم تقديمه إلى بروتوكول يو إم إيه، وهو النظام اللامركزي الذي يحسم النزاعات في بوليماركت. في 7 ديسمبر، ادعى شخص ما أن وثيقة صادرة في سبتمبر من مكتب حل الشذوذ عبر جميع المجالات (AARO) تعتبر رفعاً للسرية، فسارع المتداولون للشراء بناءً على ذلك.
جذب هذا العقد أكثر من 16 مليون دولار من حجم التداول قبل تسويته. حدثت هذه القفزة الكبيرة لأن تصويتاً إدارياً، وليس معلومات جديدة، هو الذي أجبر على دفع ربح “نعم” بنهاية العام.
نقطة الخلاف الرئيسية
تركز النزاع على ما إذا كانت الوثيقة التي نشرها مكتب AARO في 19 سبتمبر، والمتعلقة بشرح عملية رفع السرية، تستوفي شروط العقد. اعتقد كبار المستثمرين (“الحيتان”) أنها تفعل ذلك.
تتحدث الوثيقة عن التزام المكتب بالشفافية وتتضمن لقطة شاشة من فيديو كان سرياً سابقاً يعرف باسم “فيديو قنديل البحر”، وهو الآن متاح على موقع وزارة الدفاع. جادل مقدّم الاقتراح أن هذا يعتبر رفعاً للسرية، لأن المكتب يعمل تحت إشراف وزارة الدفاع التي يترأسها ترامب.
كيف يتم حل النزاعات في بوليماركت؟
عندما يكون هناك خلاف، يتم تحويل السوق إلى بروتوكول يو إم إيه، حيث يصوّت حاملو عملة UMA على النتيجة. كانت قواعد العقد تنص على الدفع فقط إذا رفعت إدارة ترامب السرية عن الملفات بحلول نهاية 2025.
المصدر الأساسي للحكم هو المعلومات الرسمية للحكومة الأمريكية. وثيقة AARO هي وثيقة رسمية من موقع .mil تابع لوزارة الدفاع، لذا فهي تستوفي المعيار الشكلي. لكن السؤال كان: هل هذا يعتبر “رفع سرية” للملفات، أم مجرد شرح للإجراءات؟
عارض بعض المستخدمين الاقتراح، قائلين إن الوثيقة تشرح كيفية رفع السرية وليست رفعاً للسرية نفسه. لقد مر النزاع بجميع مراحل التصويت في بروتوكول UMA، وتم البت فيه نهائياً.
علامة استفهام: التوقيت
يطرح التوقيت سؤالين كبيرين:
- لماذا استغرق الأمر ثلاثة أشهر بعد نشر وثيقة AARO (في سبتمبر) حتى يتم تقديم اقتراح الحل (في ديسمبر)؟
- لماذا قفزت نسبة الرهان في نفس يوم تقديم الاقتراح؟ هل سبق بعض المتداولين نتيجة التصويت واشتروا بأسعار رخيصة؟ أم أن حاملي عملة UMA نظموا الأمر لتحقيق ربح؟
هل هذا مشابه لحالة التداول من الداخل؟
يأتي هذا النزاع بعد أسابيع فقط من فضيحة أخرى في بوليماركت، حيث حقق متداول يُدعى ألفاراكون ربحاً كبيراً من خلال الرهان على أحداث كان يبدو أنه يعلم نتيجتها مسبقاً.
الفرق هنا أن متداولي “يوفو” لم يستغلوا معلومات داخلية سرية، بل استغلوا غموض اللغة في العقد وتوقيت تقديم الاقتراح للحصول على ميزة.
خلاصة القول: من يقرر الحقيقة؟
هذه الحالة تختبر فكرة الأسواق التنبؤية اللامركزية. هل يمكن لأنظمة مثل UMA البت في أحداث العالم الحقيقي الغامضة؟ أم أنها معرضة للتلاعب عندما تكون لغة العقود غير دقيقة؟
الحقيقة النهائية لم تعد تحددها الوقائع وحدها، بل تحددها أصوات حاملي الرموز المميزة الذين يصوتون على تفسير هذه الوقائع.
الأسئلة الشائعة
س: ما الذي تسبب في القفزة الهائلة في نسبة رهان “نعم” على عقد يوفو في بوليماركت؟
ج: لم تكن معلومات جديدة، بل كان اقتراحاً تم تقديمه إلى نظام الحوكمة اللامركزي (UMA) يدعي أن وثيقة رسمية حكومية نُشرت في سبتمبر تعتبر رفعاً للسرية، مما دفع المتداولين للشراء وتصويت النظام لصالح “نعم”.
س: ما هي المشكلة الرئيسية في هذا النزاع؟
ج: المشكلة هي غموض اللغة. العقد يسأل إذا ما تم “رفع السرية عن الملفات”. فريق يقول إن نشر وثيقة تشرح عملية رفع السرية وتتضمن مقطع فيديو واحداً يُعتبر تحقيقاً للشرط، بينما يقول الفريق الآخر إن هذا ليس رفعاً فعلياً للسرية عن مجموعة من الملفات.
س: ما الذي تخبرنا به هذه الحالة عن مستقبل الأسواق التنبؤية؟
ج: تظهر أن النتيجة في مثل هذه الأسواق قد لا تعتمد فقط على حدوث الحدث في العالم الحقيقي، بل على تفسير القواعد وتوقيت تقديم الاقتراحات للتصويت، مما يفتح الباب أمام استغلال الثغرات والغموض في اللغة.














