الت كوين

إطلاق العملة المستقرة للبنوك الأوروبية يعزز مكانة اليورو ويدفع عجلة البلوكشين قدماً

في أواخر سبتمبر، ظهرت أنباء عن تحضير تحالف مكون من تسعة بنوك أوروبية، بما في ذلك عملاقان مثل ING وUniCredit، لإطلاق عملة مستقرة مقومة باليورو. السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو: من المستفيد؟ وما الذي سيجني أكبر فائدة من هذه المبادرة؟ والأهم من ذلك، من سيخسر؟

لماذا تفعل البنوك الأوروبية هذا؟

الإجابة المباشرة ترى أن الاتحاد الأوروبي هو المستفيد الرئيسي. هذه الخطوة تعزز مكانته في عالم البلوك تشين وتسمح له باستعادة بعض الأرض التي خسرها لصالح الولايات المتحدة. أمريكا تتحرك بسرعة وتفرض أنظمة مرنة، مما يسمح للشركات بالابتكار بدلاً من أن تتخلف عن الركب. حان الآن دور أوروبا للّحاق بالركب.

ماذا يعني هذا لأوروبا؟

إطلاق عملة يورو مستقرة مدعومة من البنوك هو بشرى سارة للشركات في أوروبا. لن يكون الأمر مفيداً فقط للمدفوعات بين الشركات، ولكنه أيضاً يشكل ضوءاً أخضر لاستخدام تقنية البلوك تشين. الإطار التنظيمي الأوروبي “MiCA” وإن كان شاملاً، إلا أنه يضع شروطاً صارمة على الشركات التي تريد استخدام العملات المستقرة. هذه المبادرة الجديدة لا تغير هذه القواعد، ولكنها إشارة قوية للثقة. عندما تضع البنوك الكبرى أسماءها على منتجات قائمة على البلوك تشين، فإن هذا يشجع جميع الشركات الأخرى في الاتحاد الأوروبي على فعل الشيء نفسه.

إطلاق العملة المستقرة للبنوك الأوروبية يعزز مكانة اليورو ويدفع عجلة البلوكشين قدماً

هل يمكن لليورو تحدي هيمنة الدولار؟

يطرح ظهور عملة يورو مستقرة سؤالاً مهماً: هل يمكنها تقليل هيمنة الدولار الأمريكي؟ على المدى القصير، الإجابة هي “لا” بشكل قاطع. أكثر من 99% من العملات المستقرة مدعومة بالدولار، ومن الصعب أن يغير اليورو أو الين أو اليوان ذلك. ولكن على الأقل، ستمكن هذه الخطوة أوروبا من الظهور على الخريطة كمركز لابتكار العملات المستقرة وربما تمنعها من خسارة المزيد من الأرض لصالح الولايات المتحدة. إذا نجحت العملة الجديدة في جذب حتى جزء صغير من المدفوعات داخل الاتحاد الأوروبي، فيمكنها سحب السيولة من الدولار، مما يعزز دور اليورو الدولي.

ما تأثير ذلك على مستقبل البلوك تشين؟

إذا نجحت عملة اليورو المستقرة، فإن الفائز الحقيقي قد لا يكون قارة أو عملة معينة، بل قد تكون تقنية البلوك تشين نفسها. لأن تقنية البلوك تشين لا تهتم بمن يستخدمها أو لأي عملة. كل ما يهم هو أنها تُستخدم. في عالم يستخدم فيه الجميع، من أصغر تاجر إلى أكبر شركة، البلوك تشين في حياتهم اليومية، لن يكون أمام الجهات التنظيمية خيار سوى دعم انتشارها ودمجها العميق. تشير هذه الخطوة إلى تحول في نوع الكيانات التي تصدر الأصول الرقمية، مما يقودنا نحو نموذج هجين يجمع بين البنية التحتية المفتوحة والمصدرين المؤسسيين والأطر التنظيمية.

الأسئلة الشائعة

ما هي العملة المستقرة التي تخطط البنوك الأوروبية لإطلاقها؟

تسع بنوك أوروبية كبرى، بما في ذلك ING وUniCredit، تخطط معاً لإطلاق عملة مستقرة جديدة مربوطة بقيمة اليورو.

كيف ستساعد هذه العملة أوروبا؟

ستعزز المبادرة من استخدام تقنية البلوك تشين في أوروبا، وتوفر وسيلة دفع أفضل بين الشركات، وتساعد في تعزيز مكانة اليورو في المنافسة العالمية ضد هيمنة الدولار في مجال العملات الرقمية.

هل ستتغلب عملة اليورو المستقرة على عملات الدولار المستقرة؟

على المدى القصير، لا. لا تزال العملات المستقرة المدعومة بالدولار مهيمنة على السوق بنسبة تتجاوز 99%. لكن هذه الخطوة تضع أوروبا على خريطة الابتكار وتمنح العالم خياراً بديلاً.

فارس التشفير

متخصص في استراتيجيات التداول الرقمية، يتميز بجرأته في تقديم استراتيجيات مبتكرة ومؤثرة في سوق العملات الرقمية.
زر الذهاب إلى الأعلى