ضغوط جني الأرباح على الإيثيريوم تتراجع.. فلماذا يظل السعر ضعيفًا؟

شهد سعر عملة الإيثيريوم انخفاضاً حاداً خلال الشهر الماضي، حيث خسر نحو 18.5% من قيمته، كما انخفض حوالي 5.2% خلال هذا الأسبوع. ورغم أن أداءه أفضل قليلاً من البيتكوين هذا الأسبوع، إلا أنه لا يزال بعيداً عن مرحلة التعافي. تشير إحدى الإشارات الرئيسية من داخل شبكة البلوكشين إلى أن معظم المتداولين ليست لديهم أي رغبة في بيع عملاتهم لتحقيق أرباح حالياً.
في الظروف العادية، يساعد هذا في تشكيل قاع للسعر. ولكن إذا كان ضغط البيع لتحقيق الأرباح قد اختفى بالفعل، فالسؤال الملح هو: لماذا لا يزال سعر الإيثيريوم يرفض الارتفاع مرة أخرى؟
الحافز للبيع يتراجع.. لكن هل وصلنا للقاع؟
انخفض مؤشر “صافي الربح والخسارة غير المحقق” (NUPL) إلى 0.23، وهو أدنى مستوى له منذ الأول من يوليو. ببساطة، يقيس هذا المؤشر حالة المشاعر بين المستثمرين لمعرفة إذا كانت محافظهم تحقق أرباحاً أم خسائر.
يتأرجح المؤشر بين مراحل مختلفة:
- مرحلة اليأس: حيث تكون معظم المحافظ في حالة خسارة.
- مرحلة الثورة أو الإنكار: حيث تبدأ الثقة في العودة.
آخر مرة انخفض فيها المؤشر إلى مستوى أقل كانت في 22 يونيو، عندما وصل إلى 0.17. وجاء هذا الانخفاض مباشرة قبل أن يقفز سعر الإيثيريوم بنسبة 106.3%، مما ساعد المؤشر على الانتقال من مرحلة اليأس إلى مرحلة الثقة. يشير المستوى الحالي للمؤشر إلى أن هناك مجالاً لمزيد من الانخفاض إذا ضعف السوق.
انخفاض المؤشر أكثر سيطابق الظروف التي سبقت آخر ارتداد قوي للسعر. لذا، ورغم أن الحافز لتحقيق الأرباح أصبح ضعيفاً جداً، إلا أن إشارة القاع لم تتشكل بالكامل بعد.
ضغط البيع القسري هو السبب
يقدم سوق المشتقات المالية السبب الأوضح لتردد سعر الإيثيريوم. تظهر الخرائط الخاصة بمراكز البيع والشراء وجود عدد هائل من صفقات البيع القصير بقيمة 2.36 مليار دولار، ولكن صفقات الشراء الطويل لا تزال كبيرة أيضاً بقيمة 1.05 مليار دولار.
هذا الخلل يخلق ضغطاً على جانبي السوق. تتركز أكبر كتلة من صفقات الشراء المعرضة للبيع القسري حول مستوى 3050 دولار. وبما أن الإيثيريوم يتداول قرب هذا المستوى، فإن أي انخفاض طفيف قد يؤدي إلى بيع قسري لهذه الصفقات.
عمليات البيع القسري هذه يمكن بسهولة أن تلغي التأثير الإيجابي لانخفاض مؤشر NUPL. حتى إذا كانت صفقات البيع القصير مبالغاً فيها، فإن صفقات الشراء الطويل المتبقية كبيرة بما يكفي للحفاظ على حالة عدم الاستقرار في السوق. هذه هي العلاقة بين المؤشرين: لا يمكن للإيثيريوم الاستفادة من انخفاض مؤشر الربح طالما ظل هذا الحاجز من صفقات الشراء الطويل قائماً.
الرسم البياني يؤكد منطقة الخطر
يؤكد الرسم البياني لسعر الإيثيريوم نفس القصة. لا يزال سعر ETH يتداول داخل قناة هابطة، ومنطقة 3053 دولار تظل الدعم الأكثر أهمية. هذه هي المنطقة نفسها التي تتركز فيها أكبر كتلة من صفقات الشراء الطويل المعرضة للخطر. إذا خسر السعر مستوى 3053 دولار، فإن فرص هبوط أعمق تزداد بشكل حاد.
هذا النوع من الهبوط يتوافق مع المسار الذي قد ينزلق فيه مؤشر NUPL نحو أدنى مستوى له في يونيو عند 0.17، مما يطابق الظروف التي سبقت آخر موجة صعود كبيرة.
هناك مسار صعودي محتمل، لكنه يحتاج إلى تأكيد أكبر بكثير. يجب أن يعيد سعر الإيثيريوم الاستقرار فوق مستوى 3653 دولار لإظهار قوة حقيقية، وهو ما يزال أعلى من المستويات الحالية بأكثر من 14%. بعد ذلك، سيحتاج لتخطي مستوى 3795 دولار لتحويل الهيكل من هابط إلى محايد.
هذه الحركة ستختبر أيضاً الحد العلوي للقناة الهابطة. إذا استقر مؤشر NUPL، وبدأت صفقات البيع القصير في الانحسار، وتخطى سعر الإيثيريوم هذه المستويات، فسيكون الارتداد الحاد ممكناً. حتى تتحقق هذه الشروط، يظل الإيثيريوم محاصراً بين رغبة ضعيفة في تحقيق الأرباح وضغط عنيد من البيع القسري.
الأسئلة الشائعة
س: ما هو مؤشر NUPL ولماذا هو مهم؟
ج: مؤشر NUPL يقيس المشاعر في سوق العملات الرقمية. يشير إلى إذا كان المستثمرون يحققون أرباحاً أو خسائر في محافظهم حالياً. انخفاضه الشديد قد يشير إلى أن السوق في منطقة ذعر وربما يقترب من القاع.
س: لماذا لا يرتفع سعر الإيثيريوم رغم قلة البيع لتحقيق الأرباح؟
ج: السبب الرئيسي هو وجود عدد كبير من صفقات الشراء الطويل المعرضة للبيع القسري إذا انخفض السعر قليلاً. هذا البيع القسري يضغط على السوق ويمنع أي محاولة للارتفاع.
س: ما هي المستويات الحاسمة التي يجب مشاهدتها؟
ج: المستوى 3053 دولار هو الداعم الأهم، وفقدانه قد يؤدي إلى هبوط حاد. من ناحية الصعود، المستوى 3653 دولار هو أول هدف مهم لإثبات القوة، ثم مستوى 3795 دولار لإنهاء الاتجاه الهابط.














